القران الكريم 🌿 نور وراحة 💕 - YouTube
وردت لفظة "النور" في القرآن الكريم في آيات كثيرة، وتجلّى في معانٍ معنويَّة وماديَّة عديدة، كما توجد سورة بكاملها في محكم الكتاب تسمّى بالنور، فضلاً عن أنّ النور هو أحد أسماء الله الحسنى. وجاءت كلمة "النور" في القرآن في خمسةٍ وأربعين موضعاً، وفي جميعها وردت بصيغة الاسم، ولم يرد لفظ "النور" بصيغة الفعل مطلقاً، كما جاء ذكر الضياء في الكتاب ثلاث مرّات. ويقول أهل اللغة إنَّ معنى كلمة النور مستمدّ من النون، والواو، والراء الدال على إضاءة، واضطراب، وقلّة ثبات، فالاضطراب يعني سريع الحركة، ومنها النار والنور التي تعني الإضاءة. ويقال نارَ الشيء، وأنار، واستنار: إذا أضاء. ويذكر أنَّ النور مأخوذ من النار، وتنورتُ النار: تبصرتها، إذا قصدت نحوها. ومنه النَّوْر: زهر الشجر ونواره وأنارت الشجرة: أخرجت النَّوْر. ويستعار النور في مواضع تدلّ عليها القرينة، فيقال: أنار شخصاً كلامه: إذا أوضحه. والمنارة: مفعلة من الاستنارة أو منار الأرض: حدودها وأعلامها، وسميت بذلك، لبيانها وظهورها. وتجسّدت كلمة "النور" في القرآن في عدّة معانٍ معنويَّة كالإسلام والهدى والإيمان والقرآن والحقّ والعدل.. ومن أجمل الآيات الكريمة (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، أو (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ) أو (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ).
وفي ظلال هذه المسيرة الإيمانية الخالدة، سيلمس القارئ ببصره (فرشاة) أولئك الرسامين المبدعين، وقد صحبت قلم الكاتب في إتمام الصورة الحية، فيرى القارئ رسوماً جميلة أخاذة لأمكنة وأزمنة، ولأحداث ورجال، فما روته القصص القرآنية الكريمة... وهذا الرسم ما هو إلا تعبير إيحائي رمزي... فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يظهر في أي رسم كان... بل هي هالات نورانية، وإيماءات لونية موحية تشير من بعيد إلى الحضور السامي الجليل للمقام النبوي الكريم. وفي كل هذا السفر الكريم سيجد القارئ أن القصة التي يطالعها هي أقرب ما تكون إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منها إلى أي مصدر آخر، إذ هي مستقاة من القرآن أولاُ، ثم يستعان على إيضاحها وتيسيرها وتقريبها إلى قلب القارئ وعقله، بالتفسير القرآني، بما في هذا التفسير من أحاديث نبوية شرعية، وروايات تاريخية مستندة إلى أدق المصادر وأوثقها.
قال: فكان أبي بن كعب يقرؤها: " مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الإيمان والقرآن في صدره. وهكذا قال سعيد بن جبير ، وقيس بن سعد ، عن ابن عباس أنه قرأها كذلك: " نور من آمن بالله ". وقرأ بعضهم: " الله نور السماوات والأرض " ". وعن الضحاك: " الله نور السماوات والأرض ". وقال السدي في قوله: ( الله نور السماوات والأرض): فبنوره أضاءت السماوات والأرض. وفي الحديث الذي رواه محمد بن إسحاق في السيرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في دعائه يوم آذاه أهل الطائف: " أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل بي غضبك أو ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ". وفي الصحيحين ، عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا قام من الليل يقول: " اللهم لك الحمد ، أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد ، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن " الحديث. وعن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال: إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور العرش من نور وجهه. وقوله: ( مثل نوره) في هذا الضمير قولان: أحدهما: أنه عائد إلى الله ، عز وجل ، أي: مثل هداه في قلب المؤمن ، قاله ابن عباس ( كمشكاة).
القراءة الأوّليَّة للقرآن توحي أنّ جوهر الكتاب يتمحوّر حول الإنسان ومدعم من قبل المعرفة والنور.. أو بصياغةٍ أخرى أركان القرآن قائمة على الإنسان وتسخير المعرفة والنور لسعادته في أرضه وما بعدها.